علاج نزيف الجهاز الهضمي بالأشعة التداخلية

يُعد نزيف الجهاز الهضمي من الحالات الطبية الطارئة التي قد تهدد الحياة إذا لم يتم السيطرة عليها بسرعة. في السنوات الأخيرة، تطورت تقنيات الأشعة التداخلية (التصوير التداخلي) لتصبح خيارًا فعالًا وآمنًا لتشخيص وعلاج نزيف الجهاز الهضمي، خاصةً في الحالات التي لا تستجيب للعلاج بالمنظار أو الأدوية، أو عندما يكون النزيف شديدًا.

ما هو نزيف الجهاز الهضمي؟

ينقسم نزيف الجهاز الهضمي إلى نوعين رئيسيين:

  1. النزيف العلوي: يحدث في المريء أو المعدة أو الاثني عشر.
  2. النزيف السفلي: يحدث في الأمعاء الدقيقة أو القولون.

الأسباب الشائعة تشمل:

  • قرح المعدة والاثني عشر.
  • دوالي المريء.
  • أمراض الأمعاء الالتهابية.
  • الأورام.
  • تشوهات الأوعية الدموية مثل التشوه الشرياني الوريدي (AVM).

دور الأشعة التداخلية في العلاج

تُستخدم الأشعة التداخلية لتحديد موقع النزيف وإيقافه دون الحاجة إلى جراحة مفتوحة. تعتمد هذه التقنية على التصوير الشعاعي (مثل الأشعة السينية أو التصوير المقطعي) لتوجيه الطبيب أثناء إجراء العلاج.

الطرق المستخدمة في الأشعة التداخلية لعلاج النزيف

  1. القَثْطَرَة الشريانية الانتقائية (Angiography with Embolization)
    • يتم إدخال قثطار (أنبوب رفيع) عبر الشريان الفخذي حتى الوصول إلى الشريان المغذي لمنطقة النزيف.
    • يتم حقن صبغة ظليلة لتحديد موقع النزيف بدقة.
    • بعد تحديد المصدر، يتم إغلاق الوعاء الدموي النازف باستخدام:
      • مواد صمغية مثل الغراء الطبي (Glue).
      • ملفات معدنية (Coils).
      • جسيمات صغيرة (Particles).
  2. إجراءات أخرى مساعدة
    • حقن الأدوية المقلصة للأوعية مثل الفازوبريسين لتضييق الأوعية الدموية وإبطاء النزيف.
    • استخدام الدعامات (Stents) في حالات نزيف دوالي المريء.

مميزات العلاج بالأشعة التداخلية

  • غير جراحي: لا يتطلب شقًا جراحيًا كبيرًا.
  • دقيق: يستهدف الوعاء الدموي النازف مباشرةً.
  • سريع: يمكن إجراؤه في حالات الطوارئ.
  • قليل المضاعفات مقارنةً بالجراحة التقليدية.

المضاعفات المحتملة

رغم أن الأشعة التداخلية آمنة نسبيًا، إلا أن هناك بعض المخاطر النادرة مثل:

  • النزيف أو العدوى في مكان إدخال القثطار.
  • إصابة الأوعية الدموية.
  • نقص تروية الأنسجة إذا تم إغلاق وعاء دموي رئيسي.

الخاتمة

تُعد الأشعة التداخلية خيارًا متقدمًا وفعالًا لعلاج نزيف الجهاز الهضمي، خاصة في الحالات الصعبة أو عندما تفشل الطرق التقليدية. بفضل التطور التكنولوجي، أصبحت هذه الإجراءات أكثر دقةً وأمانًا، مما يساهم في إنقاذ حياة الكثير من المرضى.

يجب أن يتم تقييم كل حالة على حدة من قبل فريق طبي متخصص لتحديد أفضل خيار علاجي، سواء كان بالأدوية او الأشعة التداخلية.