علاج دوالي الحوض بالقسطرة التداخلية: تقنية حديثة وفعّالة

دوالي الحوض (Pelvic Congestion Syndrome) هي حالة مرضية تنتج عن توسع الأوردة في منطقة الحوض، مما يؤدي إلى احتقان الدم وألم مزمن. تُصيب هذه المشكلة النساء غالباً، خاصة في سن الإنجاب، وتسبب أعراضاً مثل الألم المزمن أسفل البطن، والشعور بثقل في الحوض، وألم أثناء الجماع أو بعد الوقوف الطويل.

في السابق، كان العلاج يعتمد على الأدوية المسكنة أو الجراحة، ولكن مع تطور الطب التداخلي، أصبحت القسطرة التداخلية (Interventional Radiology) خياراً علاجياً آمناً وفعّالاً لتخفيف الأعراض بشكل دائم.

ما هي القسطرة التداخلية لدوالي الحوض؟

القسطرة التداخلية هي إجراء طبي غير جراحي يُستخدم فيه أنبوب رفيع (قسطرة) يتم إدخاله عبر الأوردة، عادةً من الفخذ أو الرقبة، للوصول إلى الأوردة المصابة في الحوض. ثم يتم غلق هذه الأوردة المتوسعة باستخدام مواد خاصة مثل الملفات المعدنية (Coils) أو الغراء الطبي (Glue)، مما يوقف تدفق الدم فيها ويحول مساره إلى أوردة سليمة.

خطوات الإجراء:

  1. التخدير الموضعي: لا يحتاج المريض إلى تخدير كامل، فقط تخدير موضعي في منطقة إدخال القسطرة.
  2. إدخال القسطرة: يتم إدخال القسطرة عبر وريد صغير (غالباً في الفخذ) وتوجيهها باستخدام الأشعة السينية أو التصوير بالموجات فوق الصوتية.
  3. تصوير الأوردة: يتم حقن صبغة خاصة (صبغة التباين) لتحديد الأوردة المتوسعة بدقة.
  4. إغلاق الأوردة المصابة: باستخدام ملفات معدنية أو غراء طبي أو مواد أخرى لسد الأوردة المريضة.
  5. سحب القسطرة وإغلاق الجرح: يتم الضغط على مكان إدخال القسطرة لمنع النزيف، دون الحاجة إلى غرز جراحية.

مميزات العلاج بالقسطرة التداخلية

  1. غير جراحي: لا يحتاج إلى شقوق كبيرة أو فترة نقاهة طويلة.
  2. فعالية عالية: تصل نسبة نجاحه إلى 80-90% في تخفيف الألم.
  3. مضاعفات قليلة: أقل خطراً من الجراحة التقليدية.
  4. إقامة قصيرة في المستشفى: غالباً ما يكون الإجراء في العيادات الخارجية أو يتطلب ليلة واحدة في المستشفى.
  5. سرعة التعافي: يمكن للمريضة العودة إلى أنشطتها اليومية خلال أيام قليلة.

من هي المرشحة المناسبة لهذا العلاج؟

يُنصح بالقسطرة التداخلية للنساء اللواتي:

  • يعانين من ألم حوض مزمن غير مستجيب للأدوية.
  • تم تشخيصهن بدوالي الحوض عبر التصوير (مثل الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي أو الأمواج فوق الصوتية).
  • لم يستجبن للعلاجات التحفظية مثل المسكنات أو العلاج الهرموني.

المضاعفات المحتملة

نادراً ما تحدث مضاعفات، ولكن قد تشمل:

  • كدمات أو نزيف بسيط في مكان إدخال القسطرة.
  • التهاب أو جلطة وريدية سطحية.
  • رد فعل تحسسي تجاه الصبغة (نادر جداً).

النتائج المتوقعة بعد العلاج

  • يبدأ تحسن الألم خلال أسابيع قليلة.
  • تختفي الأعراض تماماً في معظم الحالات.
  • بعض المريضات قد يحتجن إلى جلسة ثانية إذا كانت هناك دوالي متبقية.

الملخص

القسطرة التداخلية لعلاج دوالي الحوض تمثل حلاً حديثاً وفعالاً يُجنب المريضة الجراحة المفتوحة ومضاعفاتها. بفضل تقنيات التصوير المتطورة، أصبح هذا الإجراء دقيقاً وآمناً، مع نسب نجاح عالية في تحسين جودة الحياة. إذا كنتِ تعانين من ألم حوض مزمن، استشيري طبيباً متخصصاً في الطب التداخلي لتقييم حالتك ومعرفة إذا كنتِ مرشحة لهذا العلاج.