علاج أورام الكبد بالقسطرة التدخلية
أورام الكبد، سواء كانت حميدة أو خبيثة (مثل سرطان الكبد أو النقائل الكبدية)، تشكل تحديًا طبيًا كبيرًا. ومع التطورات الحديثة في مجال الأشعة التدخلية، أصبحت القسطرة التدخلية خيارًا علاجيًا متقدمًا يُستخدم لتدمير الأورام أو تقليل حجمها دون الحاجة إلى جراحة مفتوحة. تعتمد هذه التقنية على الدقة العالية وتقليل المضاعفات مقارنة بالطرق التقليدية.
ما هي القسطرة التدخلية؟
القسطرة التدخلية هي إجراء طبي غير جراحي أو بضعي محدود، يتم فيه إدخال أنبوب رفيع (قسطرة) عبر الأوعية الدموية أو عبر الجلد مباشرة إلى الورم في الكبد، تحت توجيه تقنيات التصوير مثل الأشعة السينية (الفلووروسكوبي) أو الموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي المحوسب (CT).
أنواع علاج أورام الكبد بالقسطرة التدخلية
هناك عدة طرق لعلاج أورام الكبد باستخدام القسطرة التدخلية، ومن أبرزها:
1. العلاج الكيميائي عبر الشريان الكبدي (TACE – Transarterial Chemoembolization)
- كيفية العمل:
- يتم حقن أدوية كيميائية مباشرة في الشريان المغذي للورم، ثم سد الأوعية الدموية التي تغذيه (الانصمام) لمنع وصول الدم والأكسجين إليه.
- الفئة المستهدفة:
- مرضى سرطان الكبد الأولي (مثل سرطان الخلايا الكبدية HCC) أو النقائل الكبدية غير القابلة للاستئصال الجراحي.
- المميزات:
- تركيز العلاج على الورم مع تقليل الآثار الجانبية على الجسم مقارنة بالعلاج الكيميائي العام.
2. الانصمام الإشعاعي (TARE – Transarterial Radioembolization / Y-90)
- كيفية العمل:
- يتم حقن حبيبات مشعة (مثل إيتريوم-90) في الشرايين المغذية للورم، مما يؤدي إلى تدمير الخلايا السرطانية بالإشعاع الموضعي.
- الفئة المستهدفة:
- حالات متقدمة من أورام الكبد، خاصة عندما تفشل العلاجات الأخرى.
- المميزات:
- دقة عالية في استهداف الورم مع حماية الأنسجة السليمة المحيطة.
3. التردد الحراري (RFA – Radiofrequency Ablation) والتبريد (Cryoablation)
- كيفية العمل:
- إدخال إبرة خاصة إلى الورم عبر الجلد، ثم استخدام طاقة التردد الحراري (لحرق الورم) أو التبريد الشديد (لتجميده وتدميره).
- الفئة المستهدفة:
- الأورام الصغيرة (عادة أقل من 5 سم) والتي لا يمكن استئصالها جراحيًا.
- المميزات:
- إجراء سريع، مع فترة نقاهة قصيرة.
فوائد القسطرة التدخلية في علاج أورام الكبد
- غير جراحي: لا يتطلب شقوقًا كبيرة، مما يقلل من خطر النزيف والعدوى.
- الحفاظ على أنسجة الكبد السليمة: يتم استهداف الورم فقط دون إتلاف الأجزاء السليمة.
- فترة نقاهة قصيرة: يعود المريض إلى نشاطه الطبيعي أسرع مقارنة بالجراحة.
- خيار للمرضى غير المؤهلين للجراحة: مثل كبار السن أو من يعانون من أمراض أخرى تمنعهم من الخضوع لعملية جراحية.
المضاعفات المحتملة
رغم أن القسطرة التدخلية آمنة نسبيًا، إلا أن هناك بعض المخاطر النادرة، مثل:
- ألم موضعي أو حمى بعد الإجراء.
- التهاب أو نزيف بسيط في موقع إدخال القسطرة.
- تلف أنسجة كبدية سليمة (نادر).
الملخص
تُعد القسطرة التدخلية ثورة في علاج أورام الكبد، حيث تقدم بديلاً فعالًا وآمنًا للجراحة التقليدية، خاصة في الحالات المتقدمة أو عند عدم إمكانية الاستئصال الجراحي. مع التطور المستمر في تقنيات التصوير والأدوات الطبية، من المتوقع أن تصبح هذه الطريقة أكثر دقة وانتشارًا في المستقبل.
Leave A Comment