القسطرة التداخلية لعلاج أورام الرحم الليفية: بديل آمن وفعّال

أورام الرحم الليفية (الأورام العضلية الحميدة) هي أورام غير سرطانية شائعة لدى النساء في سن الإنجاب، حيث تصيب ما يصل إلى 70% من النساء في مرحلة ما من حياتهن. بينما لا تسبب أعراضًا لدى بعضهن، تعاني أخريات من نزيف غزير، آلام الحوض، أو مشاكل في الخصوبة.

من بين الخيارات العلاجية المتاحة، تبرز القسطرة التداخلية (انصمام الشريان الرحمي – Uterine Artery Embolization, UAE) كبديل أقل توغلاً من الجراحة، مع نتائج ممتازة في تخفيف الأعراض والحفاظ على الرحم.

ما هي القسطرة التداخلية لعلاج الأورام الليفية؟

القسطرة التداخلية، أو انصمام الشريان الرحمي، هي إجراء طبي غير جراحي يتم فيه قطع التغذية الدموية عن الأورام الليفية، مما يؤدي إلى تقلصها واختفاء الأعراض المرتبطة بها.

كيفية الإجراء

  1. التخدير الموضعي: يتم إجراؤه تحت تخدير موضعي، دون الحاجة إلى تخدير عام.
  2. إدخال القسطرة: يدخل الطبيب أنبوبًا رفيعًا (قسطرة) عبر شريان في الفخذ (عادةً الشريان الفخذي) ويوجهه إلى الشرايين الرحمية باستخدام التصوير بالأشعة السينية.
  3. حقن مواد انصمامية: يتم حقن جزيئات صغيرة (مثل الجيلاتين أو البوليفينيل) في الشرايين المغذية للورم الليفي، مما يمنع تدفق الدم إليها.
  4. انكماش الورم: بسبب نقص التروية الدموية، يتقلص الورم الليفي تدريجياً خلال أسابيع إلى أشهر.

مميزات القسطرة التداخلية

  1. بديل للجراحة: تجنب استئصال الرحم (Hysterectomy) أو استئصال الورم الليفي (Myomectomy).
  2. الحفاظ على الرحم: مهم للنساء الراغبات في الحمل مستقبلاً (على الرغم من ضرورة استشارة الطبيب حول الخصوبة بعد الإجراء).
  3. فترة تعافي قصيرة: معظم النساء يعودن إلى أنشطتهن الطبيعية خلال 7-10 أيام مقارنةً بالأسابيع في الجراحة.
  4. فعالية عالية: نجاح الإجراء يصل إلى 85-90% في تخفيف الأعراض مثل النزيف والألم.

من هن المرشحات لهذا الإجراء؟

  • النساء اللاتي يعانين من أعراض مزعجة بسبب الأورام الليفية (نزيف شديد، ألم، ضغط على المثانة).
  • الراغبات في تجنب الجراحة أو غير المؤهلات لها بسبب المخاطر الصحية.
  • من يرغبن في الحفاظ على الرحم.

حالات غير مناسبة للقسطرة التداخلية

  • الحمل أو الرغبة في الحمل قريبًا (قد يؤثر على الخصوبة).
  • وجود التهابات حادة.
  • أورام ليفية كبيرة جدًا (أكثر من 10 سم).

المضاعفات المحتملة

مع أن الإجراء آمن، إلا أن هناك بعض المخاطر النادرة، مثل:

  • متلازمة ما بعد الانصمام: ألم، غثيان، وحمى لبضعة أيام.
  • عدوى أو نزيف في موقع إدخال القسطرة.
  • فشل الإجراء (نادرًا، وقد يحتاج إلى تدخل آخر).

النتائج المتوقعة بعد القسطرة التداخلية

  • تحسن الأعراض خلال 3-6 أشهر.
  • انكماش الأورام بنسبة 40-60%.
  • انخفاض فرص عودة الأورام مقارنةً بالجراحة.

الملخص

القسطرة التداخلية (انصمام الشريان الرحمي) هي تقنية متطورة لعلاج أورام الرحم الليفية، توفر حلاً آمناً وفعالاً دون الحاجة إلى جراحة واسعة. إذا كنتِ تعانين من أعراض الأورام الليفية، فقد يكون هذا الخيار مناسبًا لكِ بعد مناقشة طبيبكِ المُختص.

“تقدم القسطرة التداخلية أملاً جديدًا للنساء اللاتي يرغبن في تجنب الجراحة مع الحفاظ على جودة حياتهن.” – د. على السعيد، استشاري الأشعة التداخلية.